لا أظن أن صورة الدكتور طه حسين عميد الأدب العربي سوف تكتمل إلا بإضافة بعض الخطوط والرتوش إليها، ولن يتم ذلك إلا بسرد بعض المواقف التي حدثت له مع من عاصروه وخالطوه وتابعوه، ومنهم الأديب الراحل عبدالمنعم شميس الذي حاول أن يرسم بعضًا من ملامح العميد فقال:
" من ملامح شخصية "طه حسين" أنه شديد الأناقة، وكان من أكبر أساتذة كلية
حرمه الله من نعمة البصر، وعوضه بنعمة البصيرة.. كان طُموحه بلا حدود، وكانت ثقته بنفسه تفوق كل الحدود، ولهذا أرسلته الجامعة المصرية لنيل شهادة الدكتوراه من جامعة (مونبليه) بفرنسا.. وهناك قابلها..
قابل الإنسانة التي أعارته عينيها فرأي بهما الدنيا بأكملها، إذا عاني أعانته، وإذا مرض طببته، وإذا تحدث أنصتت إليه بنهم الظاميء إلي قطرة الماء،
إن ما كتبه العقاد عن المرأة يدل علي أنه فهمها بوضوح.. كأنه عرف ألف مليون امرأة، كأنه عرف المرأة منذ كان اسمها حواء، إلي أن أصبح اسمها مي أو إليزة أو هنومة.. ولم تكن علاقة العقاد بالمرأة مجرد معرفة، مجرد دراسة وبحث، كما يدرس قطة أو نحلة أو قطعة حجر، ولكن العقاد كان مُحباً، وكان عاشقاً، وعرف البكاء، وعرف جروحاً عميقة في كبريائه وتعذب من
مقياس السعادة
هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط . لتفعيل هذه الخاصية